BOGOR – Ketua Umum Pengurus Besar Nahdlatul Ulama (PBNU) Prof. Dr. KH. Said Aqil Siradj, M.A., menjadi salah satu pembicara pada Konsultasi Tingkat Tinggi (KTT) Ulama Sedunia yang digelar di Bogor 1-3 Mei 2018. Berikut pidato lengkap KH. Said Aqil Siradj pada KTT Ulama Sedunia tersebut, Selasa (01/05/2018):
كلمة يلقيها الرئيس العام التنفيذي لجمعية نهضة العلماء
بمناسبة انعقاد القمّة للتشاور بين علماء المسلمين
بوغور ، في 01 مايو 2018م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه …
فخامة الرئيس لجمهورية إندونيسيا السيد / جوكو ويدودو ،
أصحاب الفضيلة العلماء والزعماء المسلمون ،
أصحاب المعالى وزراء الحكومة بجمهورية إندونيسيا ،
أصحاب السعادة رؤساء الهيئات الحكومية العليا بجمهورية إندونيسيا ،
أصحاب السعادة سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدون بجمهورية إندونيسيا ،
أصحاب السعادة رؤساء المنظمات الدولية والبعثات الأجنبية المعتمدون بجمهورية إندونيسيا ،
صاحب السعادة رئيس المجلس الاستشاري الشعبي الإندونيسي ،
صاحب السعادة رئيس المجلس النيابي الشعبي الإندونيسي ،
السادة والسيدات ضيوفنا الوافدين والحضور الكرام !
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فأبدأ كلمتي هذه بحمد الله وشكره والثناء عليه بما هو أهله ، أن هـيّأ لي الفرصة للقاء بكم جميعا في هذا الملتقى الهام يجتمع فيه علماء الأمة وزعمائها من أقطار العالم هنا بأرض إندونيسيا للبحث والتباحث والتشاور عن شؤون الأمة والوسطية ليأتي – إن شاء الله – بنتائج مثمرة تساعد في تسوية ما تعيق تقدم الأمة وازدهارها. فأهلا وسهلا بكم في بلدكم الثاني متمنين لكم إقامة طيبة وقضاء أوقات ممتعة خلال تواجدكم في إندونيسيا.
السادة والسيدات المحترمون…
لقد عانت المجتمعات الإسلامية ولا سيما في السنوات المنصرمة من نتائج التشدد والغلو في الدين كثيراً جداً حيث سُفكت دماء الأبرياء، وخربت البيوت، واستُحلت أموال وأعراض، وكان التصدي لهذه التجاوزات في كثير منها بالعنف والقوة رغم أن ذلك يرجع في الأصل إلى عقائد وأفكار مغالية نتيجة أوضاع المسلمين اليوم وتكالب الأمم عليهم وتخبط فئة من المسلمين في طرق التعامل مع الآخرين وقبولهم في المجتمعات المسلمة أو نتيجة جهل وقلة وعي بحقائق الدين الحنيف وظناً من هؤلاء أن أعظم الأجر في التشدد والغلو، حتى أوصل بهم ذلك لتكفير المسلم وإراقة دمه في كثير من الأحيان، ليخرج على الناس أشخاص غير معروفين بالعلم والتقوى صغار في أعمارهم يفتون على جهلهم بأبسط مسائل الحلال والحرام، ودون معرفة بأبسط قواعد الفتوى والقضاء فيقعون في أخطاء كبيرة تحسب على الأمة والدين وتسيء لسمعة الإسلام الحنيف المبرأ من كل سوء وضلال.
واليوم ، إذ يعاني مجتمعنا الإسلامي من أزمات عديدة خانقة مصطنعة : سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية التي باتت تهدد كيانه وتعمل على تحطيم مستقبله، خاصة وقد استغلتها بعض الأصوات الناعقة هنا وهناك منادية ببعض الدعوات التي لا نتيجة لها سوى تقويض الدين وبث أسباب الفرقة والشقاق بين الأمة البشرية ، مدعومة بقوى أجنبية فاعلة لا يخفى عداؤها وعملها المستمر على تشتيت كيانه.. نحن بحاجة ماسة إلى إعادة التفكير لأجل إعادة تثبيت مقومات الدين واستدعائها من جديد إلى بؤرة الشعور الجمعي لأفراد المجتمع، حتى نضمن لها الاستمرارية في النفوس والأرواح قبل الواقع والأوضاع.
يعتبر الإسلام دين وسطية واعتدال، فلا مكان فيه للغلو والتطرف. والمتتبع لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة سيجد أن فيهما الكثير من الأوامر التي تحث المسلمين على الوسطية والاعتدال في كل أمورهم. كما أن هناك العديد من النصوص، بالمقابل، التي تنهى عن التطرف والغلو وتحذر المسلم من مغبة الانجرار وراءهما. قال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً). وقد جاءت آيات كريمة لتبين ضرورة التوازن بين رغبات الدنيا ومطالب الآخرة، وحتمية الاعتدال والتوسط، قال سبحانه: (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)، وقال صلى الله عليه وسلم:( إياكم والغلو في الدين فإن ما أهلك من قبلكم الغلو في الدين )، وقال صلى الله عليه وسلم: (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا). وهناك العديد من النصوص الأخرى التي جاءت كلها لتؤكد على أن الإسلام دين وسطية واعتدال، فلا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا تقصير، بل دعوة إلى الاعتدال والتوازن بين مطالب الدنيا والنظرة إليها، ومطالب الآخرة والعمل لها، والأخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك دون إسراف أو تقتير.
والناظر في حال العالم الإسلامي في الآونة الأخير سيجد أن هناك تقهقرا حضاريا أصبح العالم الإسلامي يعرفه ممثلا في نزعات التطرف والغلو التي أصبحت تنتشر في بعض دول العالم الإسلامي انتشار النار في الهشيم وهو الأمر الذي يلقي بأعباء ثقيلة على كاهل مختلف الفاعلين في العالم الإسلامي دولا ومؤسسات وأفراد من أجل التصدي لظاهرة الغلو والتطرف التي أصبحت تسيء إلى صورة الإسلام وقيمه السمحة .
ولعل من بين أهم الدول الإسلامية التي بذلت جهدا جبارا في التصدي لظاهرة الغلو والتطرفجمهورية إندونيسيا حيث سعت إلى تشجيع العمل الإسلامي الذي يهدف إلى محاربة هذه الظاهرة، ولأجل إبراز الدور المنوط بالعالم الإسلامي في هذا المجال، ومن أجل التأكيد على أهمية التعاون في هذا المجال.
و في هذه الفرصة السعيدة ، أحاول في كلمتي هذه تسليط الأضواء على تجربة إندونيسيا في سبيل تطبيق منهج الوسطية ، منطلقا من وعي عميق بأهميته ، وإدراكا لضرورة مقوماتها. إنه تجربة في ممارسة التوسط والعمل الإصلاحي في واقع المجتمع الإندونيسي خلال النصف الأول من القرن الماضي مرورا إلى يومنا هذا.
تعتبر إندونيسيا أعظم أرخبيل في العالم حيث تتكون من 17000 جزيرة متناثرة على خط الاستواء، منها 6044 جزيرة مأهولة بالسكان والباقي منها لا يقيم عليه البشر. بعضها كبيرة معروفة وبعضها صغيرة مجهولة لا يكاد يعرف أسماءها إلا أهل تلك المنطقة، منها ما هو مليئ بالسكان حتى ليعتبر أكثر أرجاء الأرض ازدحاما ومنها ما هو قليل العمران حتى ليعد من أقل بقاع الدنيا كثافة.
ومن ناحية أخرى فإن إندونيسيا غنية بالثروات الطبيعية والمعدنية مثل البترول والغاز السائل الطبيعي، والقصدير والنحاس والنيكل والفحم والحديد والذهب والفضة والماس والبوكسيت والمواد الخامة لصناعة الرصّاص وغيرذلك.
فاتّجه الناس إليها من مختلف أنحاء العالم بعضهم استوطنوا بها واندمجوا مع السكان الأصليين، وبعضهم كانوا مستعمرين فقط كالبرتغال والهولندا والبريطانيا.
وقد تعرضت إندونيسيا في شتى العصور لهجرات بشرية متعددة، وخلال الفترة من سنة 3000 إلى 500 قبل الميلاد هاجر إلى إندونيسيا عدد كبير من الملايويين من أصل المغول القديمة من جنوب الصين وهي المعروفة الآن بالهند الصينية Indochina .
لذا، فإن الإندونيسيين نتاج لتلك العناصر البشرية المختلفة التي اختلطت دمائها وامتزجت خصائصها، وغلبت هذه الخصائص على بعض سكانها ونقصت في البعض الآخر. وبناء عليه يختلف الإندونيسيون اختلافا بينا في بعض المواصفات الجنسية، وإن كانت تجمعهم صفات عديدة مشتركة.
والعناصر البشرية الهامّة التي ساهمت في تكوين الشعب الإندونيسي هي :
أ- العنصر الزنجي
ب- العنصر الملايو المغـولي
ج- العناصر الأخرى كالهنود والصين والعرب والأوروبيين.
ومن خلال مكونات العناصر البشرية التي عاشت ولاتزال تعيش في إندونيسيا إلى يومنا هذا فإنه تتواجد في إندونيسيا ما لا تقلّ عن 600 قبيلة ، كلٌ لها لغاتها الخاصة بها لا تتقنها ولا يفهمها غيرها ، وتتواصل تلك القبائل الكثيرة فيما بينها باللغة الموحّدة هي اللغة الإندونيسية.
وبطبيعة الحال أن المكونات البشرية التي تعيش في إندونيسيا ليست على دين واحد أو معتقد واحد بل ينتسبون إلى ديانات مختلفة ومعتقدات متعددة ، منها ستّ ديانات ترعاها الحكومة بشكل ملحوظ هي الإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية والهندوسية والبوذية والكنفوشية ، وبجانب معتقدات محلية التي تعتنقها قبائل معينة في الأرياف مثل معتقد سوندا ويويتان (Sunda wiwitan) في جاوا الغربية و معتقد مامالو(Mamalo) بأرض توراجا بسولاويسي الجنوبية و معتقد كاهارينغان (Kaharingan) بكاليمنتان الوسطى.
وعلى الرغم من تعدد القبائل والديانات والمعتقدات ، فإن إندونيسيا تبقى دولة موحدة إلى الآن ولم يتجزّأ إلى دويلات متناثرة. وسبب هذا في نظرنا بفضل جهود الحكومة في توفير متطلبات أبناء الشعب الإندونيسي قدر استطاعتها وأيضا بفضل جهود الجمعيات الإسلامية والمنظمات الدينية والشعبية التي تقف مع الحكومة على هذا الأمر ، ففي سبيل المثال لا الحصر جمعية نهضة العلماء التي تضمّ حوالي 80 مليون عضو في أنحاء إندونيسيا ، والجمعية المحمدية التي تضمّ حوالي 50 مليون عضو ، وجمعية الإرشاد الإسلامية ، والجمعية الإتحادية ، ومجلس أولياء الكنائس الكاثوليكية ، ومجلس الكنائس البروتستانتية ، ونيابة الأمة البوذية الإندونيسية ، ونيابة معتقدي الهندوسية ، والمجلس الأعلى الإندونيسي للديانة الكنفوشية وغيرها.
وبسبب هذا التعدد ، يبدأ اهتمام المجتمع الإندونيسي بالوسطية من بؤرة صغيرة التي تمتد لتشمل دائرة أوسع. اهتمام يتعلق أساسا بانتشال أمة غارقة في أوحال الجهل والتخلف والتطرف ، والعمل على الارتفاع بها إلى مستوى تشعر معه بأهميتها وحقوقها ومكانتها بين الأمم.
لقد كان قطب المجتمع الإندونيسي يشاهد قبل عقود من السنين أن هذا القطر قريبا من الفناء، ليست له مدارس تعلمه. وإن وجدت، فهي مخصصة لفئة معينة دون غيرها، وليس له رجال يدافعون عنه ويموتون عليه إلا لمن له إحساسات بالوسطية. قد وصل بتأملاته في واقع المجتمع الإندونيسي ، إلى أن هذا المجتمع أصبح كيانه مهددا بالذوبان والفناء.. فلا بد من عمل جادّ على انتشال هذا المجتمع من هذه الوضعية، وذلك بالسعي لإنقاذ الشخصية الإندونيسية مما سقطت فيه من ضياع وانهيار حضاري شامل على كافة المستويات. وهذا العمل لم يكن ليتم إلا بالعمل على إحياء ما تبقى من مقومات هذه الشخصية، وكان لابد له أن يكافح على أكثر من مستوى، وفي أكثر من مجال.. وكان من بين هذه المجالات؛ مجال الوسطية التي عمل فيها بكل ما يستطيع من جهد وقوة، بغية الحفاظ على وحدة الشعب الإندونيسي، التي هي السبيل إلى أن يبقى هذا الشعب في منأى عن الذوبان في مخططات الاستعمار وتدابيرها.
كما يدرك جيدا أن الفرد لوحده لا يستطيع أن يقيم لنفسه كيانا، ولا يستطيع أن يدافع عن مصالحه ويحقق حاجاته إلا في إطار جماعة تربطه بغيره من بني وطنه وأمته، ذلك أن “الارتباط بالجماعة والتعاون معها يضاعف مقادير القوة، لأن القوة المجتمعة تصمد أمام القوى الأخرى المعادية، بخلاف القوى الانفرادية المتناثرة أو القوى المجزأة، فإن أية قوة معادية تستطيع الظفر بها، والتغلب عليها والتحكم بمقاديرها” .
لذلك عمل هذا القطب على إحياء الوسطية بين الإندونيسيين وتنميتها من خلال إحياء المقومات المشتركة التي تجمع بينهم ويتكون منها كيانهم .
ويعتبر علماء إندونيسيا أن الوسطية هي العامل الأساسي في تحصيل القدرة على إقامة الكيان الحضاري للأمة أو المجتمع وبنائه وتمكينه من الوقوف في وجه محاولات الإسقاط والتبديد. وهم ينطلقون في حديثهم عنها باعتبارها فريضة دينية، يطالب المؤمنون بإقامتها في حياتهم وفي علاقاتهم، دون أن يكون لهم في ذلك خيار.
فالواجب على كل فرد من أفراد المؤمنين أن يكون كالبنيان في التضامن والالتحام، حتى يكون منهم جسد واحد، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)…
ويستخلص علماء إندونيسيا من التاريخ الإسلامي العبرة في هذا المجال بحيث لا يمكن خلق التناقض بين الدين وحماية الوطن ، لأن الدين يقوى بفضل روح الوطنية ، والوطنية لم تكن شيئا معتبرا إلاّ بوجود الدين ، فهما وجهان لعملة واحدة ، مؤكدين أن السماح لأسباب الفرقة والخلاف سيفضي لا محالة إلى انهيار هذه الأمة وتحطمها وذهاب أمرها.
فبعد تحليلٍ أبْرَزَ فيه ما كان عليه الإندونيسيون في تاريخهم وكيف آل حالهم إلى ما هم عليه من انهيار واندثار، نتيجة تنازعهم وصراعاتهم على الأهواء والشهوات والعصبيات، وجهت نخبة من العلماء خطابا إلى الإندونيسيين، قائلين: “حق علينا – معشر الإندونيسيين – اليوم أن نتدبر تلك العبر، وأن نزدجر عما في مصائب الفرقة من خطر” .
ويقولون أيضا : “علينا أن نعتقد بقلوبنا أن الاتحاد واجب أكيد، محتم علينا مع جميع المؤمنين، وأن فيه قوتنا وحياتنا، وفي تركه ضعفنا وموتنا، وأن نعلن ذلك بألسنتنا في كل مناسبة من أحاديثنا، وأن نعمل على تحقيق ذلك بالفعل باتحادنا وتعاوننا مع إخواننا في كل ما يقتضيه وصف الإيمان الجامع العام”.
ومع أنّ هؤلاء العلماء الإندونيسيين لا يخصون خطابهم في كثير من الأحيان بالإندونيسيين المسلمين فحسب، بل يتحدثون عن الإنسان المؤمن بوجه عام، إلا أن المتأمل سيدرك بسهولة أن أول المخاطبين المقصودين هم الإندونيسيون – وبالخصوص المسلمون منهم – مستشعرين أنفسهم مسؤولين عن تعليمهم ودعوتهم وإرشادهم ومحاولة انتشالهم من الوضعية التي يتقلبون في بأسائها وضرائها.
وذلك واضح كل الوضوح في وصية هؤلاء العلماء إلى المسلمين الإندونيسيين، إذ يقولون لهم فيها: “حافظوا على حياتكم، ولا حياة لكم إلا بحياة قومكم ووطنكم ودينكم وجميع عاداتكم”.
لذلك يمكننا أن نقول: إن الوسطية في نظر هؤلاء العلماء هي أمرٌ ملازم عند الإندونيسيين لإنقاذ وطنهم وتحرير أرضهم وبناء مجتمعهم، بحيث يشعر كل منهم بواجبه تجاه دينه وطنه وبني وطنه ، دون أن يكون حبه لوطنه دافعا له إلى كراهية الأوطان الأخرى، أو يكون حبه لبني قومه دافعا له لبغض أبناء الأمم والأوطان الأخرى.
فلا ضير في أن يشعر الإنسان بالاحترام لبقية الإنسانية ، بحيث إننا نحب الإنسانية ونعتبرها كُلا، ونحب وطننا ونعتبره منها جزءا، ونحب من يحب الإنسانية ويخدمها، ونبغض من يبغضها ويظلمها.وبالأحرى؛ نحب من يحب وطننا ويخدمه، ونبغض من يبغضه ويظلمه. فلهذا نبذل غاية الجهد في خدمة وطننا وتحبيب بنيه فيه، ونخلص لكل من يخلص له، ونناوئ كل من يناوئه من بنيه ومن غير بنيه. ولا شك أن من أبسط المفاهيم المتفرعة عن الوسطية منها الأخوة والودية فيما بين أفراد المجتمع وتخفيف التكاليف عنهم وتناصرهم على أعدائهم أولا، ثم الحذر من أي محاولة يحاولها أولئك الأعداء لتقويضها ، فيحاولون الدخول من النافدة حين يعجزون عن الدخول من الباب، وذلك بواسطة إثارة النعرات التي من شأنها أن تحيلها إلى فرقة وتنازع وصراع .. وإننا نحن المسلمين لفي حاجة اليوم – أكثر من أي وقت مضى – إلى الانتباه إلى هذه القضية، واستحضار الخطر الكبير الذي سينجر حتما إذا ما غفلنا عن أساليب الأعداء ومحاولاتهم المستمرة لتقسيم كياننا الديني والوطني.
وفي كثير من الدول الإسلامية والعربية مثلا ، حدث الاستقطاب بين الدين والوسطية من جهة ، وبين والوطنية المحض من جهة أخرى ، بحيث نرى المتفقه في الدين (العالم الديني) يضعف عندهم روح الوطنية ، والمدافع للوطنية فقدت روح التمسك بالدين ومبدأ الوسطية عنه. تماما مثل ما فعله متشيل أفلاق (1910-1989) -صهر غولدا مير (1898-1978) أول رئيس الوزراء الإسرئيلي- الذي أسس أول حزب وطني في منطقة الشرق الأوسط سماه “حزب البعث” ، الذي نجح في إعداد الكوادر من شباب المنطقة الذين صاروا فيما بعد قادة العرب منهم عبد القادر القاسم من سوريا ، وحسن بكر وصدام حسين من العراق ، والحبيب البورقيبة من تونس ، وجمال عبد الناصر من مصر ، ومعمر القذافي من ليبيا. وهُمْ كـلّهم كانوا قادة وطنيين استطاعوا تحرير أوطانهم من قبضة الاستعمار – مع أنهم اعتبروا الدين ليس أمرا مهما في مواجهة الاستعمار – فتم تشكيل عدة دول جديدة مثل سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس وغيرها التي كانت قبل ذلك تحت ظلّ الخلافة العثمانية.
في حين ضعفت عند رجال الدين في البقاع الكثيرة من العالم الإسلامي والعربي روح الوطنية بحيث يركزون اهتماماتهم على شؤون الدين فحسب وانشغالاتهم بإضفاء الطابع الديني على حياة الشعب معتبرين أنّ الوطنية من صنع الغرب وإنتاجها يجب محوها جذريا. وهذه الفئة يمثلها الشهيد سيد قطب (1906-1966) والشهيد حسن البنا (1906-1949) وغيرهما ، ولايزال هذا الوضع مستمرا إلى يومنا هذا إذ لا توجد نقطة الالتقاء بين القطبين المتدافعين.
وأقول : يقوم الدين والوسطية والوطنية على جملة من الدعائم والأركان، هذه الأركان في حقيقتها ليست سوى دعائم الشخصية الدينية والوطنية ومكوناتها الأساسية، وهي الدين والوطن والتاريخ والمصير المشترك.
وفي هذا الصدد ، لقد جمعت جمعية نهضة العلماء هذه المقومات في كلمة جامعة لها بأن الشعوب تختلف وتتميز بمقوماتها ومميزاتها كما تختلف الأفراد بألسنتهم وألوانهم وأعراقهم. ولا بقاء لشعب إلا ببقاء مقوماته ومميزاته كالشأن في الأفراد”.
والمتأمل في ما قام به علماء إندونيسيا من أعمال وما تركوه من خطابات ومقالات وآثار سيجد أنّ الاهتمام بالنضال من أجل الدين ومبدأ الوسطية والوطنية واضح في كل أعمالهم وخطبهم ومقالاتهم، ثم إن الربط بين تلك العناصر الثلاث واعتبارها شيئا واحدا ظاهر كذلك في أفكارهم وأعمالهم وبرامجهم، لأنه لا يتصور أن الدين مفصول عن الوسطية والوطنية.
ومن ثم، فالفصل بين هذه العناصريعدّ نوعا من الفصل المصطنع بين مكونات الشيء الواحد الذي إذا سقط منه عنصر ذهبت حقيقته، وتلاشت ماهيته.
نعم ، لقد اعتبرت نهضة العلماء على أن الدين والوسطية – وفي هذا السياق دين الإسلام ووسطية الإسلام – المقوم الأول للشخصية الإندونيسية ، إذ أن هذا المقوم يعود في تاريخه إلى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، دخل خلالها هذا المقوم إلى أعماق النفس وسرى في الدم واللحم والعظم، وامتزج معها امتزاجا كليا .. هذا الإسلام كان دائما هو مظهر هذه الأمة ولباسها وهويتها التي تتمظهر بها بين الأمم وتُعرف بها بينها.. ولأجل الحفاظ على هذه الهوية ظل المجتمع الإندونيسي يقاوم الغلو والتطرف خلال مساره الطويل.
لذلك فإن الإسلام بوسطيته يعتبر عامل الوحدة الوطنية الأولى، إذ يملك من أسباب الجمع والتوثيق بين الأفراد الرصيد الأعظم، فتعاليمه كلها تدور حول التعاون والتآزر والتناصر والأخوة المتبادلة بين أفراد المجتمع. ولا يعني اعتبارُ الإسلامَ مقوم الشخصية الإندونيسية الأول؛ أن هذا الإسلام حكر على الإندونيسيين دون غيرهم، أو أن للإندونيسيين إسلامهم الذي يخالف إسلام بقية الشعوب الإسلامية الأخرى، وإنما المقصود من اعتباره أنّ الإسلام هو أحد مقومات الشخصية الوطنية، والمنوط به حفظ هذه الشخصية من الانحلال ومحاولات المسخ والدمار التي حاولها الاستعمار لتدمير كياننا الروحي والحضاري ، وكان يهدف إلى الإبقاء على هذا الكيان الصغير – إندونيسيا – محفوظا سليما في هذه البقعة المتغيرة من الأرض، ضمن الكيان الإسلامي الكبير الذي لا يعرف له حدودا سوى حدود العقيدة من مطلع الشمس إلى مغربه.
إن الدين والوسطية إذن، هو الموصل الواقي الذي يقي المجتمع الإندونيسي من ويلات التشتت والانهيار، ويساهم في استمرار الشعور الجمعي بالوحدة بين أفراد المجتمع الإندونيسي، استمرارا متصاعدا، يقوى ويترسخ مع مر الأيام.
فلنقارن بين الواقع الإندونيسي وبما يأجّ في الشرق الأوسط ، حيث أدى اختلاف الآراء وتعارض الأفكار في دمج الدين والوسطية بالوطنية إلى استحلال دماء الأبرياء الذين لم يشاطروهم تلك الأفكار.
وبفضل الله لم يحدث مثل هذا الأمر في إندونيسيا ، فوجود مشايخ جمعية نهضة العلماء – التي أسسها الشيخ محمد هاشم أشعري – الذين رغم كونُهم رجال الدين والعلماء البارزين فهؤلاء أيضا المناضلون الوطنيون. وكذلك هناك بعض العلماء من الجمعيات الشعبية الدينية الأخرى دعوا إلى نفس النداء إلى تعزيز روح الدين والوسطية أساسا للوطنية أمثال الشيخ الحاج أحمد دحلان (مؤسس الجمعية المحمدية) ، والشيخ الحاج أغوس سالم (أول وزير الخارجية في إندونيسيا) ، والشيخ عبد الحليم من ماجالينغكا و السيد عبد الرحمن باسويدان وغيرهم كثيرون. ولعل هذه هي الصبغة التي نطلق مصطلح ” إسلام نوسانتارا (Islam Nusantara) عليها ، يعني الإسلام الذي يتفاعل مع الوطنية والعكس صحيح.
إن الإندونيسيين يشتركون في انتمائهم جميعا إلى وطن واحد هو دولة إندونيسيا ، وهذه الوحدة في الانتماء تكفي في إنهاء كل أسباب التفريق والتمييز فيما بينهم، وتسهم في ربط أواصر اللقاء والتعاون بين شرائحهم.
ولقد رأت جمعية نهضة العلماء والجمعيات الدينية الأخرى أنه لتأجيج الشعور بالوطنية بين الإندونيسيين، ينبغي تأجيج الشعور قبل ذلك بوحدة الانتماء إلى الوطن الواحد والأرض الواحدة وإن اتسعت أطرافها وامتدت مناطقها. لذلك كان ينبغى أن نستمرّ ولا نملّ في تذكير أبناء الوطن بضرورة التعارف والتفاهم والتعاون ، والعمل على غرس حب هذا الوطن في النفوس حتى تشب على الإحساس بالواجب تجاهه وتعمل مشتركة متعاونة على حمايته والحفاظ عليه.
ولنستلهم من كلمات أحد مؤسسي نهضة العلماء هو الشيخ محمد هاشم أشعري في هذا الإطار:
“حب الوطن من الإيمان ، وإنما ينسب للوطن أفرادُهُ الذين ربطتهم ذكريات الماضي ومصالح الحاضر وآمال المستقبل. والانتساب للوطن توجب علم تاريخه، والقيام بواجباته من نهضة علمية واقتصادية وعمرانية والمحافظة على شرف اسمه وسمعة بنيه. فلا شرف لمن لا يحافظ على شرف وطنه، ولا سمعة لمن لا سمعة لقومه” .
وقد أعطى الشيخ هاشم أشعري المثل من نفسه حين أعلن أنه يعيش للإسلام ولإندونيسيا، قائلا:
“أما إندونيسيا فهي وطني الخاص الذي تربطني بأهله روابط من الماضي والحاضر والمستقبل بوجه خاص، وتفرض علي تلك الروابط لأجله ـ كجزء منه ـ فروضا خاصة، وأنا أشعر بأن كل مقوماتي الشخصية مستمدة منه مباشرة. فأرى من الواجب أن تكون خدماتي أول ما تتصل به من شيء تتصل به مباشرة. وكما أنني كلما أردت أن أعمل عملا وجدتُني في حاجة إليه، إلى رجاله، وإلى ماله، والى حاله، وإلى آلامه، وإلى آماله، كذلك أجدني إذا عملت قد خدمت بعملي ناحية أو أكثر مما كنت في حاجة إليه” .
ولا يعني هذا ، أن الشيخ هاشم أشعري رجل متعصب لبني قومه، غافل عن بني أمته الآخرين، منغلق على وطنه الصغير المحدود إندونيسيا ، دون وطنه الكبير وطن الإسلام والمسلمين.. فالرجل لم يكن يخدم وطنه فحسب، وإنما كان يريد أن يخدم الإنسانية كلها لو استطاع، ولكنه رأى أن الطريق إلى ذلك إنما تبدأ من خدمة وطنه وبني قومه، ثم إن تمكن بعد ذلك مد عمله ليشمل الإنسانية كلها في مختلف شعوبها وأقطارها.
إن هذه الروح الوطنية الدافقة التي كان يفيض بها قلب الشيخ هاشم أشعري وتظهر في سلوكاته وتصرفاته ودعواته في دروسه ومحاضراته، هي التي نفتقد إليها اليوم في حركتنا الحياتية داخل هذا الوطن الكبير الذي نعيش فيه، فلقد انعدمت هذه الروح من النفوس أو تكاد، وأصبح هم كل واحد هو العمل لما فيه مصلحته الخاصة، والسعي بكل وسيلة لتحقيقها وتحصيلها، دون النظر إلى ما يمكن أن ينتج عن ذلك من هدم للمصلحة الوطنية العامة.. والخطر كل الخطر في تضخم الـ”أنا” الفردي على حساب الـ”نحن” الجماعي، لأن الفردية لا تصنع إنسانا سويا، بقدر ما تحوله إلى وحش كاسر لا يلوي في سبيل تحقيق مصلحته الخاصة على شيء .
إنه حان الوقت لنقل هذه المبادئ والأفكار إلى العالم الإسلامي والعربي لكي تندثر أسباب الانشقاقات والتقرقات التي تعانيها أمتنا الإنسانية اليوم. ففي أفغانستان مثلا نجد المسلمين انعدمت روح الوطنية وسط أبنائهم ، وكذلك في الصومال التي أغلب سكانها مسلمون ، وفي العراق حيث اندلعت الحرب الأهلي منذ عام 2002 ولم ينته إلى الآن راحت ضحاياها أكثر من مليون بني البشر وتشهد انفجارات القنابل شبه يومي في الأسواق والمساجد. وأضف إلى ذلك في سوريا التي كانت مركز الحضارة الإسلامية في عهد الدولة الأموية ، إذ افتقد مواطنوها الأمن وآمالهم المستقبلية واضطروا إلى الفرار إلى الدول الأوروبية طالبين النجاة والسلامة والدفع على حياتهم.
وعلى الرغم من توغل الجماعات الإسلامية المتشددة في عدة دول العالم ، نجد أن صفوف المسلمين في منطقة الشرق الأوسط بل في بعض الدول الإسلامية والعربية كانت ضعيفة وهشاشة. وهذا الأمر في نظرنا يعود إلى فشل الأمة المسلمة في فهم الدين من جهة وعن فهم الوطنية من جهة أخرى وكأنهما شيئان منفصلان ، والواقع قد بين عكس ذلك.
الجمع الكريم !
اسمحوا لي أن أغتنم هذه العجالة للحديث موجزا عن التجربة الإندونيسية في رعاية الدين والوسطية والوطنية. فنقول: عندنا في إندونيسيا ما يسمي بالمبادئ الخمسة أو – ما يطلق عليها باللغة الإندونيسية بـ “البانتشاسيلا” (Pancasila) وهي : أولا : الربانية الموحّدة . ثانيا : الإنسانية العادلة والمهذبة . ثالثا : الإتحاد الإندونيسي . رابعا : الشعبية الموجهة التي تقودها الحكمة الرشيدة عن طريق الشورى والتمثيل النيابي. خامسا : العدالة الاجتماعية لكافة الشعب الإندونيسي. تكون هذه المبادئ كالمرسى للسفينة الإندونيسية التي تركبها قرابة مائتين وثمانية وأربعين مليونا من البشر بإثنيات وأقوام وأديان متعددة ومختلفة.
ينظر مشايخ المعاهد وعلماء جمعية نهضة العلماء والمنظمات الإسلامية الشعبية الأخرى إلى البنتشاسيلا بأنه العامل الموحد لأبناء إندونيسيا إذ تحافظ الوحدة الترابية الإندونيسية والإتحاد الإندونيسي واعتبروها شكلا نهائيا للدولة ولا يمكن تغييرها.
ويذكر أن وفد جمعية نهضة العلماء برئاسة الحاج عبد الرحمن واحد عقد لقاء مع هيئة كبار العلماء السعودية التي ترأسها الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز – رحمه الله – أنذاك ، وذلك بدعوة من إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. حضر في اللقاء كبار العلماء السعوديين منهم الشيخ بن باز والشيخ إبراهيم بن صالح آل الشيخ والشيخ عبد الله بن إسحاق وغيرهم. ولما سأل الشيخ بن باز عن مبدأ البنتشاسيلا ، أجاب الحاج عبد الرحمن واحد عن أن عمليات قبول هذا المبدأ من جمعية نهضة العلماء ليست بطريقة الإكراه ولكنه بكيفية الإقناع لأن البنتشاسيلا لا يهدف إلى إبعاد الإسلام عن المجتمع بل يحمله على الخصبة.
إن تلك القصة الوجيزة ، وإن دلت على شيئ فإنها تدلّ على وجهة نظر جمعية نهضة العلماء إلى البنتشاسيلا الذي يتماشى ووقعنا الحالي. فتطبيق هذه المبادئ الخمسة عند الجمعية ليست أمرا إجباريا مضغوطا على الشعب وإنما يتم من خلال الوعي التام بمصالح الدين الوسطية والوطنية وأهميته في آن واحد ، لا ينبغى فصلها بعضها على بعض. بخلاف وجهات النظر للأوروبيين الذين أصيبوا بالحيرة لفهم ما هو الإيمان والدين والعدالة الاجتماعية ويرون بأن هذه الأمور الثلاثة لا يمكن توحيدها بشكل من الأشكال ، إذ الدين عندهم أمر شخصي لا يمكن ازدواجه بأمر اجتماعي.
وأما في إندونيسيا فمعظم الإندونيسيين قد فهموا جيدا منذ قديم الزمن أن الإيمان بالله قد يتحد بالعدالة الاجتماعية بمعنى أنه وعلى الرغم من أن إندونيسيا ليست الدولة الدينية ولكنها الدولة المتدينة أي الدولة التي تضمّ الأمم المتدينة المؤمنة بالإله الواحد.
وبناء على ما سبق استطراده ، ومن خلال هذه القمة العالمية التشاورية بين العلماء المسلمين عام 2018م هذا ، نأمل في أن نتمكن من تصوير الأفكار والرؤى وبلورتها حول الوسطية في الإسلام لأجل إحلال السلام الذي يراعى الحضارة والثقافة الإنسانية والقيم الحق المترسخة في النفوس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وعلينا أن ننتبه إلى ضرورة العمل على ترسيخ فقه التنزيل من أجل مقاومة الغلو والتشدد والتطرف ومواجهة ثقافة التحلل وتدمير هويتنا الدينية وثوابتها وتراثها العريق جنبا إلى جنب مع هويتنا الوطنية ودعائمها.
هذا ما يتسنى لي أن أقوله في هذا المجلس العظيم ، ولا يسعني إلا أن أتقدم باسمي الشخصي ونيابة عن جمعية نهضة العلماء بأجمل عبارات الشكر والتقدير والامتنان لجميع الأطراف الحكومية والشعبية والقطاعات العامة والخاصة التي مدّت أيادي المساعدة والدعم الكامل لإنجاح هذا الملتقى الكبير الذي تمّ تنظيمه من طرف اللجنة التحضيرية بجمعية نهضة العلماء ، داعين لهم أن يجازيهم الله أحسن الجزاء والثواب.
وعلى وجه الخصوص أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس السيد جوكو ويدودو الذي خصص وقته الثمين للحضور في هذه القمة وافتتاحها. كما أوجه شكري إلى علمائنا وزعمائنا الأفاضل وضيوفنا الكرام من خارج البلد الذين تحملوا أعباء الرحلة البعيدة وخفت أقدامهم لتلبية دعوته لحضور هذه القمة ، ملتمسا منهم أن يشاركوا فيها مشاركة فعالة ومنتجة.
سائلين مولانا رب العالمين أن يوفقنا جميعا على الدفع بالأمة إلى التقدم والازدهار وأن يجعل التوفيق والنجاح حليفا لنا قاطبة. وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين.
والله الموفق إل أقوم الطريق ،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بوغور ، في 01 مايو 2018م
أ.د/ الشيخ الحاج سعيد عقيل سراج
الرئيس العام التنفيذي لجمعية نهضة العلماء